"الصحة السودانية": ارتفاع إصابات الكوليرا وسط تحذيرات من كارثة إنسانية
"الصحة السودانية": ارتفاع إصابات الكوليرا وسط تحذيرات من كارثة إنسانية
أفادت مصادر طبية في وزارة الصحة السودانية، السبت، بارتفاع عدد المصابين بمرض الكوليرا إلى 593 حالة مؤكدة، في وقت وصلت فيه حصيلة الوفيات الناتجة عن الكوليرا وسوء التغذية إلى 22 حالة، وسط تفاقم الأوضاع الصحية في مناطق عدة من البلاد.
وقالت الوزارة إن مستشفى "النو" في مدينة أم درمان استقبل جميع الحالات المؤكدة، في حين تم تسجيل 9 وفيات بسبب الكوليرا حتى يوم الخميس الماضي، وفق فضائية "الشرق".
وأطلقت شبكة أطباء السودان نداءً عاجلاً للسلطات الصحية ممثلة في وزارة الصحة، لتدارك الموقف عقب انتشار الوباء، ما يؤكد أن زيادة الحالات بصورة كبيرة خلال يومين ينذر بكارثة صحية، إذ ارتفعت الحالات من 521 حالة.
وأضافت الشبكة أن منطقة جزيرة أبا وسط السودان تشهد هي الأخرى تفشياً للكوليرا، في ظل انخفاض مستويات فيضان نهر النيل وتردي البنية التحتية الصحية.
ودعت الشبكة وزارة الصحة الاتحادية وسلطات ولاية الخرطوم إلى تطهير الأماكن العامة، وإغلاق الأسواق العشوائية، ومنع بيع الأطعمة في الشوارع، كما طالبت بوقف نقل المياه بوسائل بدائية تفتقر للمعايير الصحية.
وكانت وزارة الصحة في الخرطوم قد عقدت اجتماعاً طارئاً للجنة الوضع الوبائي في 19 مايو الجاري لبحث التطورات الصحية في الولاية.
وفاة 13 لاجئاً بسبب الجوع
في سياق متصل، كشفت شبكة أطباء السودان عن وفاة 13 لاجئاً سودانياً جوعاً خلال الأسبوع الماضي في معسكر "قاقا" بتشاد، نتيجة النقص الحاد في الغذاء والدواء، وتفشي الأمراض.
ويحتضن المعسكر نحو 21 ألف لاجئ سوداني يعانون من أوضاع إنسانية متدهورة، وسط تجاهل من المنظمات الإنسانية والدولية، وفقاً لما ذكرته الشبكة.
وناشدت الشبكة الهيئات الأممية والدولية المعنية بالشؤون الإنسانية بالتحرك العاجل لتوفير الاحتياجات الأساسية للاجئين ووقف موجات النزوح الجديدة بحثاً عن الغذاء والدواء.
وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان أن البلاد تُعد من بين أربعة بلدان حول العالم تسجّل أعلى معدلات لسوء التغذية الحاد.
أرقام مقلقة من وزارة الصحة
ووفقاً لتقارير وزارة الصحة السودانية فإن إجمالي إصابات الكوليرا المسجلة حتى الشهر الماضي بلغ 60,228 حالة، منها 1,617 وفاة، في 88 محلية موزعة على 12 ولاية.
كما تم تسجيل 127 إصابة بحمى الضنك، ليصل الإجمالي إلى 11,800 إصابة، بينها 20 وفاة، وكذلك 132 إصابة بالحصبة، بإجمالي 1,092 إصابة دون وفيات في 38 محلية بـ9 ولايات، كما تم تسجيل 194 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، معظمها في غرب كسلا، ليرتفع العدد الكلي إلى 819 إصابة.
انهيار قطاع الصحة
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، يواجه قطاع الصحة في السودان انهياراً شبه كامل، حيث دُمرت مئات المنشآت الصحية، وتوقفت الإمدادات الطبية في معظم أنحاء البلاد، وبحسب منظمة الصحة العالمية خرج أكثر من 70% من المستشفيات عن الخدمة، خاصة في المناطق الأكثر اشتعالاً مثل الخرطوم ودارفور.
ويعاني العاملون في القطاع الصحي من ظروف عمل قاسية، مع انقطاع الرواتب ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات، إلى جانب نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية وأجهزة الطوارئ، كما فاقم الحصار وغياب الأمن من صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية، ما أدى إلى ازدياد معدلات الوفاة نتيجة لأمراض يمكن علاجها في الأحوال العادية.
في ظل هذا الانهيار، تُعد الأوبئة مثل الكوليرا، وحمى الضنك، والحصبة تهديداً مضاعفاً لحياة الملايين، في وقت تعجز فيه الدولة والمنظمات عن تقديم استجابة طبية فعالة، وسط قيود أمنية وإنسانية متزايدة.